قصة حديقة الحيوانات
انغماسنا في ملذّات العالم الافتراضي أمام الشّاشات واسدال ستائر النّوافذ من حولنا جعلنا.. نُحاكي عصافير أليفة داخل أقفاص أو إن شئنا، أسودًا خلف قضبان ألّا تُذكرنا تلك الصُورة بحدائق الحيوان؟
مجرد أن تمر تلك الفكرة في مخيلتنا ألا تُذكرنا بالفقدان؟
فقدان الاندماج، فقدان المواجهة، فقدان ما أصبح نوستالجيا الماضي لحياة الألفة والأنسان أدوارد ألبي هذا الكاتب الذّي يعد أحد أعمدة المسرح الأمريكي مع آرثر ميلر تينسي ويليامز وأوجين أونيل كتب هذه المسرحية في آواخر الخمسينات محاولًا إبراز تفاصيل أنماط متناقضة لحياة مزيفة ومقنعة ومعاناة وخيبات أمل في تلك المرحلة، التّي شهدت تحولًا مصيريًا وبنيويًا في حياة المجتمع الأمريكي حينها ألّا تذكرنا تلك المرحلة بما نمرّ به اليوم؟
مجرد مرورنا في مسارات منتظمة، وسط أقفاص داخل حديقة الحيوانات، يمنعنا من الاندماجية ويحد من التّجربة الحقيقية ويزيد من هول الكسل و...الفقدان !
فالمشاهدة وحدها لا تكفي في مسرحية: قصة حديقة الحيوانات
يلتقي شخص ما، غامض ومستوحد، مفعم بالأفكار والنّظريات، مع شخص آخر، مختلف، منتظم ومستور الحال، في جو عبثي ولقاء حقيقي ولربما غير منطقي هذ ا اللّقاء يستفز تفكيرنا من غزارة الأفكار، التّفاصيل والطّروحات ينتهي هذا اللّقاء بالدّهشة أمام الفكرة النّاتجة في النّهاية، التّي تسلّط الضّوء حول غريزة التّدمير الذّاتي عند الأنسان لربما، ليلخص لنا الكاتب تحذيره حول اندفاعنا غير المحتوم في حياتنا المملة تلك
تمثيل: أمجد بدر ونهاد رضا